بـنـاء الحـديـقــة وسقـوط الجـدار

وبقت قصائدنا مأسورة لسنوات طويلة وحروفنا مثقوبة بالرصاص، بيد أننا راهنا على بناء الحديقة وسقي الأزهار، كما وراهنا على مناصرة الشمس لنا، لتسقط الزنزانة العنصرية وهدم جزء من جدار الطائفية.
ليس هدفنا مكان محدد، فشهيتنا تلتهم الأفق وتستوعب رائحة كل الفضاء.
عيننا على الإنسان أكان بحرينيا أم هنديا أم ألمانيًّا أو ماليزيًّا.
هدفنا بحزب الإنسان، ان نرش مزيدا من السكر على جراح هذا العالم لتنبت على ضفة كل جرح وردة خضراء وترسم على مرفأ كل ندب لوحة زيتية جميلة.
هدفنا كل العالم.
نعمل على خلق مزيد من البحيرات الجميلة، فكل من يريد ان يسبح في بحيرة خاصة به، سيجدها دافئة في الشتاء باردة وزلالا في الصيف.
سنعمل على انسنة كل شيء في الحياة.
حزب الانسان يستوعب كل الناس وكل العالم وشعارنا: كلنا ولدنا من أم واحدة.
سيجد المسلم له مقعدا عندنا وكذلك المسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي ولن نميز بينهم.
هدفنا ان نوحد اكثر عدد من الناس ونجعلهم يبحرون في بحر الانسانية.
كم كان جميلا ان نؤنسن العمل الخيري.
اناعلى يقين ان الانسانية ستتحول الى ثقافة وستنتقل العدوى بعد ذلك في مجتمعنا وخارج المجتمع وهذا هدفنا. ما اجمل انتقال عدوتنا الخيرية لتصبح عدوى منتشرة في كل عمل خيري بعد ذلك.
كما في البحرين اغنياء وطبقة وسطى كبيرة ،يوجد -كما هوحال كل بلدان العالم- ذو دخل محدود- من كل الفئات والطوائف.
لذلك ستزحف شجرة العشق الى كل منزل وبيت بلا استثناء لنزرع الحب ولنضع على كل جرح باقة ورد لنقول:
الوحدة الإنسانية والوطنية فوق كل شيء.
ان الوحدة الانسانية تعلمناها من قرآننا الكريم ومن اهل البيت (ع) من الصحابة (رض) من عظماء التاريخ امثال فولتير وغاندي و مانديلا.
ايها الانسانيون في كل مكان، نحن نستطيع ان نبني العالم بعيدا عن التطرف والتشدد وبعيدا عن قنابل الطائفية ورصاص العنصرية والحروب الاثنية.
دعونا نستفد من كل العالم الذي قادهم التعصب الى الفتن والحروب وضياع الاوطان.
مدوا يد العون لكل انسان لتقللوا الشر في هذا العالم ويكفي هذا القتل والذبح الذي يجري في العالم. ساذكر لكم بعض الاحصائيات.
في العراق يوجد 43600 معاق منهم 5600 من ذوي العجز الكلي، وكل ذلك بسبب الحروب الطائفية. في اليمن يقدر عدد الأيتام بمليون شخص.
هل تريدون اكثر؟
هل تعلمون ان حرف الخطبة الطائفية تنتهي الى معوقين وقتلى ويتامى وارامل؟
امنعوا كل خطيب مثقف يحرض على إلغاء الوطن ويدعو الى تحريض الناس ضد بعضهم البعض.
بعض التقارير تقول ان عدد الارامل في العراق بلغ مليون ارملة.
ايها الانسانيون في العالم، كل واحد منا لاينام حتى يطبع على وجنتي ابنته قبلة ويقوم بترتيب طريقة نومها. هل سألتم انفسكم عدد الاطفال التي تنام على الارصفة؟
كلنا ننعم بنوم هانئ ،هل تعلمون عدد كبار السن الذين ينامون في هذا الحر اللاهب وعلى مستوى العالم تحت اشعة الشمس الملتهبة؟
كم يتيم يستقبل العيد بلا قطعة ثياب جديدة وبلا ارجوحة؟
اليس من حق هؤلاء ان يعيشوا كما نعيش او ينعموا بحياة كريمة؟
انشروا الانسانية ستقل نسبة الشر في العالم.
لا تطأفنوا عملا يحبه الله. فان الله مع كل الفقراء وكل الايتام وكل الارامل.
ان الله خلقنا جميعا وكرمنا جميعا وانعم علينا جميعا فلماذا نميز بين خلقه.
ان الله رب العالمين وليس رب فئة دون فئة اومذهب دون مذهب او طائفة دون طائفة.
ان الله كرم بني ادم ولم يكرم احدا على احد.
أرضعوا الاطفال حليب الانسانية وألبسوهم معطفها الجميل ولاتملؤوا عقولهم بالقنابل العرقية.
الاوطان تبنى بالانسانية، والحياة تعمر بها، وان الله لايوفق الا الانسانيين في هذا العالم.